سياسة

أيّ استقبال وأيّة حفاوة حضي بها وزير خارجية روسيا، القوة العالمية الثانية، خلال زيارته تونس !!

يعرف الجميع أهمية روسيا وثقلها السياسي والجيوستراتيجي ، على الساحة الدولية وبشكل أدق فيما يتعلق بما يسمى الربيع العربي … الجميع يعي ذلك جيدا، ربما باستثناء السلطات التونسية ، التي كان ترحيبها بوزير خارجيتها سيرغي لافروف باردا ، أثناء زيارته لتونس.

وعند وصوله في مطار تونس قرطاج ، لم يجد سيرجي لافروف، وزير الخارجية التونسي في استقباله حيث تم الاقتصار على ارسال كاتب الدولة لدى الخارجية.. زد على ذلك فإنه وحسب مصادرنا فإن الأمر كان نوعا ما متعمدا  حيث أبدى رئيس الحكومة يوسف الشاهد لامبالاة واضحة إزاء هذه الزيارة وكأن مركزه لايسمح حتى باستقباله …

وبالتأكيد فإن السلطات التونسية لم تقابل رسميًا سيرجي لافروف ، واعتبرت أن زيارته الرسمية بدأت في اليوم التالي ، الأمر الذي دفعه إلى العشاء لوحده ، في مطعم بالعاصمة..

خطأ فادح لا يقترفه إلا مبتدئين في العمل السياسي عندما يعلمون ، أن سيرجي لافروف هو رقم 2 في القوة العظمى التي هي روسيا. علاوة على ذلك ، علمنا أن الباجي قائد السبسي قد ألمح إلى تنامي ثقل روسيا في العالم،  لاسيما أمام التحيز الوقح الذي أظهرته الولايات المتحدة في شؤون الدول العربية ، عن طريق مواءمة الكيان الصهيوني ومصالحه في المنطقة.

في المقابل حذق قائد دولة آخر التعامل مع الموقف ، لأنه يدرك مليا ، وزن لافروف ، وهذا القائد هو الملك محمد السادس المغربي ، لأنه احتفظ له باستقبال يستحق رئيس الدولة ، قبل رحيله من الرباط. وهذا ما يفسر التأخير في الهبوط في تونس.

يجب أن يكون سيرغي لافروف قد قال لنفسه إن الزمن قد تغير بشكل كبير منذ زيارته الأخيرة إلى تونس عندما اضطر إلى التعامل مع وزير الخارجية التونسي السابق المنجي الحامدي الذي لم يرحب به فقط يجب عليه ، لكنه نجح في إخراجه من مخزونه الأسطوري ، مما جعله يضحك بصوت عال ، وهو معروف بوجهه المتجمد وعبوسه الدائم.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى