سياسة

الزبيدي و المناشدة و العصافير تزقزق…

بدأ الحديث عن ترشّح الزبيدي في الكواليس منذ شهرين تقريبا.

و يعتبر المراقبون أن “للدكتور” حظوظ كبيرة إذ أنّه مسنود بما يسمّى “الدّولة العميقة” و كذلك من خصوم النهضة اللّذين ينسبون لسي عبد الكريم استعمال مصطلح “الخوانجيّة” في اجتماعات مجلس الأمن القومي.

وحسب المتطلعين على خبايا الأمور فإن رئيسنا، المرحوم بإذن الله، الباجي قايد السبسي بارك هذا التمشي إذ أنّه كان يبحث عن “راجل بعقله” في قرطاج يحفظ هيبة الدّولة و وطني في تعامله مع الدول الأخرى و هذه صفات نادرة في جوقة المترشحين من منظار الباجي.

و قد قام البعض باستطلاعات رأي أوّلية كانت نتائجها ايجابية.

و بدأ الحديث مع بعض الزّاعمين حول إمكانية تخلّيهم عن أحلامهم الرئاسية لإخلاء الطريق للزبيدي.

و مرض الباجي… و عند استفاقته كانت أوّل محادثة له مع وزير دفاعه. و فهم الفاهمون أن شيء ما حصل و أنّ وفاء الزبيدي كان في الموعد و أحبط محاولات الركوب على الحدث.

و بعد تحسن نسبي لصحّة الرئيس الراحل، كان موعده الرسمي الوحيد مع الزبيدي.

ثمّ مات الباجي!

و كان الزبيدي في الموعد بحياء كبير قريب للخجل.

لم تنتهي الجنازة بعد و هاج الفضاء الإفتراضي بدعوات مناشدة للزبيدي…

و رأينا في غضون ثلاثة أيام ماكينة اعلامية كبيرة تتحرّك لدعم الزبيدي.

و لكن عند التمعن و تحليل أعمق للصفحات الداعية لمناشدة الزبيدي نلاحظ أنها ماكينات تتحرّك!

أوّل هذه الماكينات قريبة من الحكومة و حزبها.

ثانيها قريبة من الذباب الألكتروني الإخواني.

و آخرها من “الشعب المناشد” الراكب على الأحداث دائما عملا بالمقولة الدنيا مع الواقف.

و بعدها، يخرج شيخ الخوانجية ليعتبر الزبيدي “صديق”.

و هنا انكشفت اللّعبة!

كلّ ما شاهدناه من جعجعة كان إذا لحرق ترشّح الزبيدي!

لصالح من؟ و لماذا؟

أوّل المتضررين من ترشح الزبيدي هو يوسف الشاهد و راشد الغنوشي.

ثاني نوعية من المتضررين هم المترشحين للرئاسة مثل موسي و جمعة اللذين يعرفون حقّ المعرفة أن الزبيدي سيحرث في “حقولهم الإنتخابيّة”.

و آخرهم هم “الثورجيين” من أمثال المرزوقي و عبّو اللذين لا يخدمهم ترشّح ممثّل عن المنظومة السابقة “نظيف”.

و الزبيدي من كلّ هذا؟

وفاة السبسي أجبرته على الإسراع في مخططه!

و حسب المعطيات الأخيرة سيعلن ترشحه أول الأسبوع القادم.

من معه و من ضدّه؟

و هل هو العصفور النادر اللذي بحث عنه الباجي؟

هذا السؤال ستكشفه الأيّام القادمة.

و لكن الحاصل الآن أن كل استطلاعات الرأي تضعه في الدّور الثاني.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى