سياسة

تونس: بعد إعلان ترشّحه للرئاسية..هكذا قطّع نبيل القروي “تسكرة الفْقَر” !

دقائق قبل آذان مغرب يوم أمس الإثنين 27 ماي 2019، أعلنت قناة نسمة الخاصة لصاحبها نبيل القروي أنّها ستبث حوار حصري وخاص مع القروي،صاحب القناة طبعا، وذلك إثر تصدّره نوايا التصويت للإنتخابات الرئاسية القادمة وفق ما ورد في الومضىة التّي تمّ تحضيرها كغيرها من تلك الخاصة خلال استضافة القروي في قناته.

في حدود العشر دقائق بعد الساعة الثامنة أطلّ نبيل القروي عبر شاشة قناة نسمة في حوار مسجّل أدارته إحدى صحفيات المحطّة ورافقها فيه خليفة بن سالم، ذلك الرّجل متعدّد الوضائف في “نسمة”، فهو المحلّل السياسي الذّي لا يغيب عن أغلب حوارات القناة، كما أنّه قُدّم على أساس المسؤول التحريري لها خلال الندوة الصحفية التّي تمّ تنظيمها إثر قرار الغلق الذّي نفذّته “الهايكا’ على القناة.

بلباس رسمي وتعابير تُشبه تلك التّي يظهرها في برنامجه “خليل تونس”، استهلّ القروي خطابه بآية قرآنية ليختمه بمثيلتها، ليعلن رسميا عن ترشّحه للإنتخابات الرئاسية، ليحقق بذلك وعده للشعب التونسي بانهم سيقطّع معهم تذكرة الفقر، أو تسكرة الفْقَر وفق تعبيره”.

القروي كان كعادته وفيا لتقمّص دور الشخص المتألّم لحال التونسيين و قد ساعده محلّل القناة بن سالم على إضافة بعض من العبارات التّي قد تجعل المتلقّي البسيط يُصدّق ما يسمعه، حيث أنّ خليفة بن سالم خاطبه وكأنّه ضيف عادي قائلا “السيد نيبل جميع الإحصائيات تؤكّد أنّك تتصدّر نوايا التصويت بما يُقارب الـ32 بالمائة..”.

وهنا يجب أن نسأل عن أي نسب يتحدّث بن سالم ويجب أن نسأل أيضا عن العلاقة التّي تربط قناة نسمة بشركات سبر الآراء وعن رأي القناة في مدى مصداقية الأرقام المُقدّمة من قبل هذه الشركات؟

أمّا الصّحفية التّي قدّمت الحوار المسجّل فقد اكتفت بدور الإعلان عن نهايته والتأكيد أنّ فضاء قناة نسمة مفتوح لكافة المرّشحين للرئاسية طبعا بعد مرور أوّلهم “سي نبيل”.

يجب الإشارة في ذات السياق أنّ صاحب قناة نسمة كان قد أطلق إثر وفاة نجله جمعية تحت إسم “خليل تونس”، أكّد في البداية أنّ نشاطها سيتمثّل أساسا في جمع التبرّعات بمختلف أصنافها لتقديمها للمحتاجين في كافة ولايات الجمهورية، وقد لاقت هذه الفكرة إقبالا كبيرا من قبل التونسيين الذّين كانوا يقدّمون مساعدات يتمّ وضعها في مستودع كبير داخل مقرّ القناة ليتم فيما بعد تصوير نبيل القروي بصدد توزيعها على المُحتاجين وإظهاره في صورة المنقذ و الحنون..

حيث أنّ “خليل تونس” تحوّلت من جمعية لبرنامج تلفزي، أصرّ القروي على مواصلة بثّه رغم لفت النظر المتكرّر من قبل الهيئة العليا للإتّصال السمعي البصري على هذا البرنامج، الذّي تبيّن في النهاية أنّه ولد ليكون تدريجيا واجهة سياسية للقروي في الإستحقاق الإنتخابي القادم.

وهنا يجب التفكير في ردّة فعل جميع التونسيين الذين كانوا يتّصلون بالبرنامج ويصرّون على تقديم المساعدات بقلب كبير.. فقد نجح القروي في تحويل مساعداتهم البريئة لحملة انتخابية خبيثة.

ويُذكر أيضا أنّ قرار القروي الذّي أعلنه عبر قناته ليلة البارحة أثار ردود فعل متباينة وضجّة عبر وسائل التواصل الإجتماعي وقد تباينت الآراء بين ساخر من ما تمّ بثّه وبين رافض لهذه الفكرة.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى