سياسة

تونس: نداء تونس ومصير أزماته المجهول

نداء تونس الحزب الذّي يشهد اليوم تصدعات و انشقاقات لم يشهدها غيره من الأحزاب على السّاحة السّياسية التونسية، كان نظّم نهاية الأسبوع الماضي الموافق للسادس من أفريل مؤتمره الوطني، الذي كانت قيادات الحزب تراهن على نجاحه، لإثبات وزنه السياسي وإعادة ثقة الناخبين فيه.

و لكن، على ما يبدو فإنّ كسور النّداء أصبح من غير الممكن جبرها وهو ما أثبته المؤتمر الوطني للحزب، الذّي شابته جملة من المشاكل لعلّ أبرزها استقالة رضا شرف الدّين رئيس لجنة تنظيم المؤتمر بطريقة مفاجئة و انسحاب 7 أعضاء آخرين لتترأس سميرة بالقاضي اللجنة التي أصبحت تتكوّن من 4 أعضاء فقط.

ليس هذا فقط بل خلال المؤتمر الانتخابي للنّداء طفت على السّطح عدة مشاكل بين قيادات النّداء و انقسامات بين أفراد الجبهة الواحدة التي كانت تساند حافظ قائد السّبسي لينشقّ القياديين الأبرز و هما سفيان طوبال و أنس الحطّاب و تٌكوّن جبهة أخرى يكون فيه طوبال منافسا للسّبسي الابن، و الذّي يعتبره الكثيرون أساس مشاكل حزب أسسه السّبسي الأب، لتفرّده بالرّأي و السّلطة.

القائمة التي أفرزها مؤتمر النّداء لتكوين مكتبه السّياسي و التي على رأسها حافظ قائد السّبسي و ناجي جلول تمّ تقديم حوالي 20 طعنا فيها، طعون اعتبرتها رئيسة اللّجة سميرة بالقاضي في تصريح أول لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أنّها لا ترتقي لإسقاط القائمة، لتعود بعد سويعات قليلة أمس و تناقض نفسها و تعلن أنّه تمّ إسقاط هذه القائمة لكثرة الطّعون و هو نفس السّبب الذّي جعل جلول يستقيل من القائمة الفائزة، ليلة قبل تصريحات بلقاضي، فما الذّي حصل في الكواليس لتصرّح رئيسة لجنة تنظيم المؤتمر و التي كانت أعلنت في ندوة صحفيّة أنّها مستقّلة بمعلومتين متناقضتين تماما ؟ فهل هناك تهديدات تطال أطرافا معيّنة في النّداء و من طرف بعينه ؟.

ربّما سؤالنا هذا أجابنا عنه سفيان طوبال البارحة عند حضوره في برنامج تونس اليوم على قناة الحوار التونسي.. عندما عرض في المباشر تسجيلا لمكالمة هاتفيّة جمعته بنائب رئيس لجنة مؤتمر النّداء عيسى الحيدوسي يخبره فيها هذا الأخير، أنّه تعرّض لضغوط من قبل حافظ قايد السبسي بشأن نتائج الانتخابات و أنّه التجأ إلى الأمن ليتمكّن من العودة إلى منزله فيما هربت رئيسة لجنة المؤتمر.

هذا التصريح لطوبال تلاه اليوم بيان لرئيسة لجنة تنظيم المؤتمر تعلم فيه أنّه سيتم انتخاب رئيس للجنة المركزيّة للنداء المتكوّنة من 217 عضوا و المرشّحين هما حافظ قائد السّبسي و سفيان طوبال، بيان يؤكّد تعثر المؤتمر الوطني لنداء تونس وفشل هدفه الأساسي وهو لم شمل الحزب وإصلاحه.. لاسيما وأنّ سفيان طوبال يجتمع بشقه في مدينة الحمامات في حين يجتمع حافظ قائد السبسي بجماعته في مدينة المنستير…

فما هو مصير النّداء اليوم و خاصة مع اقتراب الانتخابات التّشريعيّة و الرّئاسية؟

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى