سياسة

خاص: كيف راوغ الغنّوشي حلفاءه وغيّر المرشّح لرئاسة الحكومة في اللحظة الأخيرة ؟

علمت تونس الرقمية من مصادر موثوق بها ان راشد الغنوشي، خلال مفاوضاته مع حلفائه وممثلي المنظمات الوطنية، فشل في البداية في تمرير مرشحه، حبيب الجملي، خاصة مع رفض الاتحاد العام التونسي للشغل وقلب تونس.

ونتيجة لذلك، أبرمت اتفاقات مع مختلف الأطراف حول اقتراح حبيب الكشو ، الذي أجمعت على قبوله تقريبا جميع الأحزاب والمنظمات الوطنية ، بما في ذلك اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف.

وهذا الإجماع بالتحديد هو ما جعل الشيخ راشد الغنوشي يتيقّن أنه لم يعد من الممكن الاعتماد على حبيب الكشو، ويفكر في أسماء أخرى، طالما وجد ان الكشو موضع مساندة وتقدير من قبلهم، الأمر الذي يمكن أن يكون مصدر إزعاج له في المستقبل..

وهو ما جعل الشيخ يغيّر رأيه في اللحظة الأخيرة، ويضع حلفاءه أمام الأمر الواقع ويقترح حبيب الجملي بدلاً من حبيب الكشو.

ويبدو أن الشيخ خطط جيدا لهذه المناورة، لأنه مقتنع بأن “رأس” نبيل القروي تحت سندان ومطرقة النهضة ولن يجرؤ على عصيانها، وسيصدر تعليمات التصويت لصالح مقترحاتها ومرشحيها… من ناحية أخرى ، لا تزال هناك أمام النهضة فرص لإغراء  بعض المتمردين أو الجامحين بالحقائب الوزارية في الحكومة القادمة.

و تبعا لما أسلفنا، فقد ناور الغنوشي وراوغ، بشكل جيد لفرض اختياره في اللحظة الأخيرة، وسينجح في فرضه أيضًا، أثناء التصويت في مجلس نواب الشعب. لكن يبدو أن الشيخ، لم يأخذ في الحسبان، ردّ الاتحاد العام التونسي للشغل على هذه المناورة وسياسة فرض الامر الواقع، والذي رغم أنه ليس معنيا بالتصويت على اختيار النهضة تحت قبة البرلمان، إلا أنه يمكن أن يعرقل جميع خطواته وسيبقيه في مواجهة، مع مطالب اجتماعية لا نهاية لها، بل يمكنه كذلك أن يشلّ قطاعات بأكملها في الدولة…

إذاً ، هل يعقل أن يكون الغنوشي غير قلق بشأن رد فعل محتمل من الاتحاد العام التونسي للشغل أو هل سيكون لديه حل لهذا المأزق، أم أنه سيلجأ للتصرف معه على شاكلة ما قام به في عهد الترويكا؟

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى