إنتخابات 2019

هكذا انتخبت تونس..وستواصل

مرفوقا بكافّة أعضاء الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات، أعلن رئيسها نبيل بفّون، أمس الثلاثاء 17 سبتمبر 2019، بصفة رسمية عن النتائج الأولية للإنتخابات الرئاسية التّي انتظمت في الخامس عشر من الشهر الجاري.

نتائج لم تكن مختلفة عن تلك التّي كشفت عنها  موّسسة سبر الآرء، “سيغما كونساي” ساعات قليلة بعد غلق كافّة مراكز الإقتراع، والتّي أكّدت مرور كلّ من المرشّح المستقلّ قيس سعيد ومرشّح حزب قلب تونس نبيل القروي إلى الدور الثاني.

نتائج رغم أنّها لم تكن رسمية إلاّ أنّها سرعان ما خلّفت جملة من ردود الأفعال المُختلفة، فمدير الحملة الإنتخابية لمُرشّح حركة النّهضة، سمير ديلو شدّد على أنّ ما يتمّ تداوله مغاير تماما لما يصلهم من أرقام خاصّة بمرشّحهم، في حين سلّم الرئيس السابق والمرشّح لإنتخابات 2019، المنصف المرزوقي بالنتائج التّي اعتبرها مخيّبة للآمال، وأقرّ  بفشله في هذا الإستحقاق.

أمّا عن حزب “تحيا تونس” ومرشّحه رئيس الحكومة يوسف الشاهد، فجاءت ردّة فعله على شكل تدوينة كتبها رئيس الحملة سليم العزابي على حسابه بموقع الفايس بوك، أكّد فيها أنّ الصندوق باح بأسراره ويجب إحترام قرار الشعب التونسي، أمّا الشاهد فقد شدّد في كلمة مقتضبة له على ضرورة إحترام قرار الشعب التونسي واستخلاص العبر من هذه الإنتخابات لتجاوز الأخطاء في الإستحقاق التشريعي القادم.

وبعد أن كانت هيئة الإنتخابات قد قدّمت نتائج محيّنة للتقدّم في نسب الفرز في العديد من المناسبات بعد الإعلان عن غلق كافة مراكز الإقتراع، كشف أمس أنّ النسبة بلغت 100 بالمائة وتمّ الإنتهاء كلّيا من فرز الأصوات في كافة الدوائر الإنتخابية خارج أرض الوطن وداخله.

لتقدّم فيما بعد هذه النتائج بالتفصيل كاشفة عن تصدّر سعيّد قائمة المرشّحين،18.40 بالمائة، يليه رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي بنسبة 15.85 بالمائة، فيكونا بذلك خياري الشعب التونسي في الدور الثاني من ثالث انتخابات رئاسية تشهدها البلاد بعد ثورة 2011.

هذه النتائج الأولية، ستمنحها هيئة الإنتخابات صفة النهائية إثر النظر في مختلف الطعون التّي قد تصلها، ويمثل غدا الخميس 19 سبتمبر 2019، آخر أجل تتقبّل فيه الهيئة الطعون الخاصّة بالدور الأوّل من الإنتخابات.

تاريخ تنظيم الدور الثاني من هذه الإنتخابات لم يتمّ البت فيه بعد، حيث أكّد عضو الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات، أنيس الجربوعي وجود فرضيات مختلفة لتحديد هذا التاريخ، مؤكّدا أنّ تحديده مرتبط أساسا بالطعون.

إلى جانب تاريخ تنظيمه يطرح الدور الثاني أيضا، جملة من الإستفسارات في أذهان التونسيين وكافة الفاعلين في الساحة السياسية، فيما يتعلّق بأحد المتنافسين فيه، نبيل القروي والمُتواجد حاليا في السّجن بعد أن تمّ إيقافه في شهر أوت الماضي، ورغم انطلاق أعضاء حزبه في الإحتفال بنتائج الدور الأوّل في مقرّهم قبل حتّى الإعلان الرّسمي عنها، إلاّ أن  الوضعية القانونية للقروي غير واضحة حتّى الآن، حيث اعتبرها أنيس الجربوعي أحد أعضاء هيئة الإنتخابات شائكة وشائكة جدّا، فيما شدّد رئيس الهيئة نبيل بفّون على أنّ هذه الوضعية تندرج ضمن الفراغ القانوني والتشريعي حيث لم يتعرض القانون الانتخابي في تونس إلى هذه الوضعية.

عكس هذه الوضعية يتقدّم منافسه قيس سعيّد للدور الثاني بوضعية قد تكون مريحة جدّا خاصّة بعد أن أعلنت العديد من الشخصيات السياسية عن دعمها ومساندتها له على غرار المترشّح للانتخابات الرّئاسية السّابقة لأوانها حمادي الجبالي، إلى جانب لطفي المرايحي الذّي أكّد انحيازه لشقّ قيس سعيد وعدم امكانية دعمه لنبيل القروي، وقد سار على خُطاهم محمد المُنصف المرزوقي الذّي قال في تدوينة له على صفحته بالفيسبوك انّه قرر ذلك انتصارا لقيم الثّورة و لروح الدّستور و تواضعا أمام حكم الشّعب.

أمّا عن قيس سعيّد فقد شدّد على أنّ هذه النتائج هي تعبير عن إرادة الشعب التونسي ويجب إحترامها، كما أكّد أنّه لا مجال للإقصاء في تونس مهما كانت درجات الإختلاف.

يُشار إلى أنّ هذه الإنتخابات التّي شارك في تغطيتها إلى جانب الصحفيين التونسيين حوالي 196 صحفي أجنبي، أجمعوا تقريبا على أنّ الديمقراطية تسير بخطى ثابتة في تونس، وأثنوا على نجاح التجربة التونسية وتميّزها عن بقيّة ما حصل في الدّول العربية.

ختاما من الضروري التنويه بالدور الهام الذّي لعبته الهيئة العليا المُستقلة للإنتخابات في تنظيم هذا الإستحقاق في أحس الظروف رغم كونها انتخابات سابقة لآوانها، فقد سهر أعضاؤها على سيرها في كنف الإحترام التام للقوانين، كما سهّلوا عمل الصحفيين في المركز الإعلامي طيلة فترة الإنتخابات ولم يبخلوا بالمعلومات التّي كانت تُحيّن كلّ ما سمح لهم الوقت بذلك، وقد وعد رئيسها نبيل بفون بالعمل على تجاوز بعض الهينات في الإستحقاق التشريعي القادم، لتبقى تونس استثناءً في أنظار العالم.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى