إنتخابات 2019

الشعب التونسي دائما يصنع الاستثناء في طرق تعبيره عن مواقفه وفي تضامنه القوي‎

من جديد يثبت الشعب التونسي انه الاستثناء .. في الازمات تراه متكاتفا وفي المحافل الكروية تراه متجندا لتشجيع منتخبه بطرق فيها من الطرافة الشيء الكثير وفي الاحداث الإرهابية تجده جنبا الى جنب مع الوحدات الأمنية والعسكرية في الميدان سدا منيعا للذود عن الوطن ..

لكن ذلك لا ينفي وجود اختلافات فكرية وايديولوجية بين هذا الشعب ،لكنها اختلافات تنتفي امام حضرة الوطن .. كيف لا وهو من ساهم في استقرار البلاد خلال فترة الفراغ في سدة الحكم بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي وكان على درجة من الوعي ودراية كافية بما اقره الدستور في مثل هذه الحالات بل ان كافة أبناء الشعب حتى من معارضي السبسي خرجوا صفا واحدا لوداع رئيسهم الذي اوصله الصندوق الى الرئاسة ..

مات الرئيس رحمه الله ليجد التونسيون انفسهم امام استحقاق انتخابي افرز طلوع مرشحين للظفر برئاسة الدولة وهنا صنع التونسيون الفارق من جديد بان تجند العديد منهم لتسهيل تنقل الطلبة للعودة الى مدنهم واحيائهم واريافهم اين سجلوا للادلاء بأصواتهم ايمانا منهم بان حق الانتخاب مكفول للجميع..

هبة شعبية اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي مساء امس بين من تبرع بثمن تذاكر لعودة الطلبة وبين من سخّر حافلات على حسابه الخاص لنقلهم ذهابا وإيابا وبين من سخر سيارته الخاصة لنقل من هم في طريق عودته مع التعهد بارجاعهم في الموعد المحدد الى دراستهم ..

صحيح ان هذه الهبة جاءت عقب الإعلان عن الافراج عن المرشح للرئاسة نبيل القروي الموقوف منذ اوت الماضي واغلب القائمين بها هم من انصار منافسه قيس سعيد لكن ذلك لا ينفي البعد التضامني بين الشعب التونسي على اعتبار انهم يعرفون الوضع المادي للطلبة الذي قد يصعب عليه العودة للتصويت لصالح مرشحهم كما لا ينفي وعي الشعب التونسي بمبدإ تكافؤ الفرص..

قرار الافراج عن القروي اعتبره كثيرون أمرا مرفوضا وفيه شبهة تدخل في استقلالية القضاء ليأتي تعبيرهم عن غضبهم بأسلوب واع ليس بغريب عن هذا الشعب فهم لم يخرجوا غاضبين الى الشارع ولم يفكروا في عرقلة مسار الاستحقاق الانتخابي بل خيروا التجند لنصرة مرشحهم بالتطوع والتبرع لنقل الطلبة وأيضا عن طريق القيام بحملات لفائدة مرشحهم وهي حملات تلقائية تجند لها العديدون كل حسب امكانياته..

ومن هنا يكون الشعب التونسي قد ضرب المثال من جديد في معنى الوعي وفي معنى الوطنية من خلال انتهاج أسلوب واع في التعبير عن رفض قرار قضائي وفي دعم مرشح هم مقتنعون به دون المس من منافسه على اعتبار ايمانهم بشرعية الصندوق..

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى