مجتمع

تونس: المركب الفلاحي الشعّال بصفاقس .. سوء استغلال وشبهات فساد وإرسال لجنة لتقصي الحقائق والتدقيق(صور)

غابات شاسعة تمتد ضمن الاراضي الدولية بولاية صفاقس على مساحات  واسعة تحتلها غابات الزيتون والاشجار الوارفة حيث يفوت عددها مليون شجرة زيتون أصبحت تمثل ملفا شائكا ضمن ملفات وزارة أملاك الدولة وقد خلقت أزمة عميقة في الآونة الأخيرة بين العمال والموظفين من جهة وإدارة المركبات الفلاحية الدولية من جهة أخرى وسكان المناطق المجاورة لهذه الغابات  .

تضم عاصمة الجنوب أكبر عدد من المركبات الفلاحية المختصة في استغلال وتنمية الأراضي الدولية بالبلاد التونسية وهي:

المركب الفلاحي بالشعال … المركب الفلاحي بوزويتة بمنزل شاكر … المركب الفلاحي ببئر علي بن خليفة … والمركب الفلاحي السلامة.

تشرف إدارة هذه الضيعات الدولية الكبرى على استغلال حوالي مليون شجرة زيتون وتشغل آلاف العمال بصفة قارة مختصين في جني الزيتون وحراثة الأرض واقتلاع الأعشاب الطفيلية وتقليم أشجار الزيتون وزراعة الحبوب وتربية الماشية …

غير أن الأمور قد تعكرت بين مختلف الأطراف ووصلت إلى طريق مسدود بين الإدارة التي تسعى إلى تطبيق القانون ومراقبة العمال ومحاسبتهم على الأعمال المنجزة طيلة أيام الأسبوع وبين العمال الذين استغلوا ضعف أجهزة الدولة وتمردوا على أصحاب القرار وأصبح المرفق العام مهددا بالإفلاس .

لمن لا يعرف ” هنشير الشعال … ؟؟ ” :

هنشير الشعال يعد حوالي 400 ألف شجرة منتجة للزيتون ليتميز ويكون أكبر غابة زيتون في العالم بعد ضيعة كاليفورنيا الأمريكية .

ضيعة ضخمة وأراضيها شاسعة وعلى ملك الدولة التونسية وتحت تصرفها وادارة مكوناتها من الجني الى المتابعة الفلاحية إلى تحويل الزيتون إلى زيت متميز لغابة بيولوجية تحمل الإمتياز وواسعة الصيت بمنتوجها الخاص والقيمة العالية لزيتون يسكنه عبق التاريخ .

غابة زيتون ” الشعال ” موزعة ومقسمة لتمس معتمدية بئر علي ومعتمدية عقارب والمحرس والغريبة حيث توفر مساحات هامة وتفتح ابواب تشغيل اليد العاملة بالمكان وتستقطب عدد عالي من العمال والاطارات والمهندسين لتجدذ بها اكثر من 700 عامل قار وحوالي 4000 عامل خلال سنوات الصابة والانتاج الغزير وهذا في الجني والتجميع وتحويل الزيتون .

يمتلك هذا المركب العالمي 3 معاصر للزيت حديثة تتولى تحويل أكثر من 300 طن من الزيتون في اليوم والغابة مقسمة إلى 22 ضيعة مشجرة تضم كل واحدة منها حوالي 20 الى 25 الف شجرة زيتون ويعود تاريخ انشاءها وتشجيرها الى سنوات 1920 والى يومنا هذا لم يقع تشبيب هذه الغابات الا  بنسبة قليلة لم تتجاوز الالف هكتار فيما بقيت بقية الاشجار تسكنها الشيخوخة وقد هرمت من قلة الاعتناء والمتابعة الفلاحية الحقيقية والدقيقة .

المركب الفلاحي الدولي الشعال بصفاقس  … سوء استغلال وشبهات فساد

حسب المصادر الرسمية فإن المداخيل السنوية للمركبات الفلاحية الدولية بولاية صفاقس أصبحت عاجزة عن تسديد أجور العاملين والموظفين بالقطاع وصيانة المعدات والتجهيزات وتغطية النفقات والمصاريف المختلفة خاصة في ظل تراجع الإنتاج الفلاحي وانخفاض المردود ومشكل المنافسة التي يواجهها زيت الزيتون في الأسواق الخارجية مع صعوبة في التصدير …

اليوم هذا الهنشير اصبح يعيش ويتخبط في العديد من المشاكل وتحوم حوله شبهات فساد متعددة .

وفي متابعة موقع تونس الرقمية لقضية ” هنشير الشعال ” بمعتمدية بئر علي بن خليفة من ولاية صفاقس، وما يحوم حول هذا الهنشير  من شبهات فساد وشكوك في اتجاه نخبة من رجال أعمال يقومون بتهيئة مناخ متعكر من أجل خصخصته والاستيلاء عليه وبتخضيره وتسهيل عملية انتقاله للاستغلال الخاص كما تحوم حول هذا المركب العالمي شبهات اهدار للمال العام وهذا بعد اتلاف جرارات “الهنشير” التابعة لوزارة الفلاحة وبيعها كقطع غيار بهدف جلب جرارات من القطاع الخاص بصغة الكراء وهذا ما أكده لموقع تونس الرقمية أحد الناشطين بالمجتمع المدني وأحد منظمي التحركات المتعلقة بالهنشير ” صلاح الحمروني ” حيث افاد بأن الادارة العامة لأملاك الدولة تحركت إزاء هذه الأزمة وقامت بإرسال لجنة لتقصي الحقائق وللتدقيق في الموضوع وما يدور بخصوص شبهات الفساد وبيع جرارات “الهنشير” كقطع غيار، على اعتبار أنها جريمة واهدار للمال العام.

لجنة التقصي قامت يوم الجمعة 22 نوفمبر 2019 بالتجول داخل “الهنشير” لتعاين المحصول من الزيتون في أغصانه وقامت بالاستماع الى العديد ممن يشتغلون بالضيعة والى النقابيي المركب وهذا بخصوص التجاوزات وشبهات الفساد في انتظار التعرف على نتائج التحقيقات .

يذكر انه واثر هذا التحرك للدولة ازاء هذا الملف تمّ إلغاء المسيرة التي كانت مبرمجة سيرا على الاقدام نحو قصر قرطاج….

إلا أن معاجلة أزمة المركبات الفلاحية الدولية واهمها هنشير الشعال قد غابت عن السلط الجهوية ولم يتطرق إليها بشكل رسمي في ظل غياب إرادة واضحة من طرف وزارة أملاك الدولة والسلطة المركزية . حيث إقتصر النشاط على أشجار الزيتون طيلة السنة ، وباعتبار أن جني الزيتون هو نشاط موسمي فإن أيام العمل الرسمية للعمال في هذه المركبات الفلاحية لا تتجاوز بعض الأشهر في حين يتواصل صرف مرتباتهم بقية السنة دون أي نشاط يذكر لتغيب الصيانة ويسود سوء التصرف في الضيعات وتبقى معاصر الزيت بالمركب خارج الشغل ويباع الزيتون في اشجاره لتعلو الاصوات وتلتف حول فتح ملف هذا المركب الدولي وايقاف نزيف الاستغلال الخاطئ لهذه الاملاك التي تعتبر قيمة بإمكانها ان تنمي مدخول الدولة حيث بلغت قيمة صابة الزيتون في سنوات خلت الى ما يعادل 50 مليون دينارا لتنحدر وتنزل الى ارقام ضعيفة جدا لم تتجاوز 7 مليارات السنة الفارطة …

تبقى مؤسسات الدولة تدار بعقلية ” البيليك ” …

رياض الحاج طيب

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى