على خطوات الصباح إنطلقت من فراشي في اتجاه شوارع المدينة ابحث عن الفرح بعيد الثورة اليوم 14 جانفي 2019 ليصطدم إيقاع حذائي بشوارع فارغة مهجورة يسكنها الغياب وغابت كل المظاهر وكل الزينة وحتى الطقس نزل يحمل في أحشائه لفحات من البرد ليرحل هذا الفرح الذي كنت أنشده وواصلت المسير لعلي اعترض شيئا يعيد الأمل.
صباحك ثورة أيها الوطن الأخضر ولا خضرة تسكن شوارع مدينة صفاقس إلاّ الفراغ يخيّم جاثما على أرصفة المدينة يبكي هروب الشعب وغياب المواطن في يوم عيد الحرية وعيد ثورة الكرامة.
لا حياة تزرع الفرح ولا فرح يغني الحرية وحتى المقاهي في عيد الثورة تغني كراسيها الخاوية فارغة من حريف اعتزل البهجة وظل في المنزل يعانق النوم ويبكي حلما ضاع في مفترق الطريق وعدنا للطرقات يسكننا أمل أن نجد مكانا فيه من الغبطة ولو حتى القليل ليخطو نعلي في اتّجاه ” كرنيش ” المدينة مسكن البحر وهو يبكي غياب الناس تعوم فوق صفحات مياهه بعض منحوتات مشروع “الحرقة” حلم الشباب.. في زاويته انتصبت خيام كبيرة وفضاء للسيرك انطلق قبل أسبوع يبيع الفرح للجمهور الا ان الحصص تنطلق مساءً لتستقبل الجمهور..
عاد الحذاء للخطوات في اتجاه طريق المرسى موقع المركب الشبابي الرائد البجاوي فيه قليل من الحركية وشيء من النشاط بقلة من الشباب يمارسون الرياضة في ملاعب المكان ولا موسيقى ولا ايقاع وعدنا للمقاهي نطلب الرجاء لنكتشف بعضا من المتقاعدين “القاعدين” على كراسي وتحتضنهم الذكريات لترتسم الغبطة على وجوهم وتطفو ملامح الحسرة على محيّاهم .. رغم أن في أصواتهم شيء من المستقبل برغم تقدمهم في السن …
وعدنا نصنع بالحذاء ايقاع الاستمرار ورحلة البحث عن الفرح في عيد الثورة لنجد صفاقس يوشحها الصمت ويسكنها الالم ولا حياة لمظاهر العيد ولا زينة في الطرقات ولا نسمات للحرية.
قبل 8 سنوات ولدنا من جديد .. 14جانفي 2011 ثورة الحرية والكرامة .. رغم كل شيء ستحيا الثورة في نفوس الأحرار وبها ستحيا تونس حرة مستقلة مزدهرة في مناخ ديمقراطي يحترم فيه المواطن رغم كل المشاكل والصعوبات التي تمر بها البلاد ورغم معاناة الشعب .. بعد الثورة خير ..
يوم 14 جانفي سيظل تاريخا محفورا في ذاكرة كل سياسي ظن أن الأحزاب تدوم. ..كل سياسي لم يستوعب الدرس إلى الان “الوطن يدوم و الأحزاب زائلة ” مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار وإرادة الشعب يستجيب لها القدر.
رياض الحاج طيب
لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب
تعليقات