صحة

لماذا سُمّي أكتوبر بالشهر الزّهري؟

ما إن يتوافق التاريخ مع غرّة الشهر العاشر من كلّ سنة، إلاّ ويغزو اللّون الوردي أو الزهري العالم، حيث أنّ بعض الأشخاص في عدد من الدول يتعمّدون ارتداء هذا اللّون طيلة الشهر، كما نجد بعض المواقع في العالم تتّخذّ هذا اللون كشعار لها، وذلك من أجل التوعية من مخاطر سرطان الثدي،لندرك أنّنا في حضرة أكتوبر الوردي.

قصّة “أكتوبر الوردي”،  تعود لسنة 1985 متى تأسّست مبادرة مشتركة بين جمعية السرطان الأمريكية وقسم الصيدلة في شركة للصناعات الكيميائية، لتدعم منظمة الصحة العالمية هذه الفكرة،كما طالبت بتطبيقها في كافة أنحاء العالم، خاصّة وأنّ سرطان الثّدي يعدّ رقم اثنين في أنواع السرطانات الأكثر انتشارا بين النساء،و قدبدأ العمل بتطبيق تلك الشركات دوليا في عام 2006.

يشهد هذا الشهر الوردي أيضا تنظيم حملات خيرية دولية، وذلك من أجل رفع التّوعية والدّعم، إلى جانب تقديم المعلومات والمساندة ضد هذا المرض،  خاصّة وأنّه من بين أنواع السرطان الذّي يُسجل ارتفاع في نسب الشفاء منه قد تصل إلى حوالي الـ90 بالمائة خاصّة في حالات الكشف المُبكّر عنه، وذلك حسب المعطيات التّي قدّمتها منظّمة الصّحة العالمية.

نفس هذه المعطيات تفيد بأنّ سيّدة على ثمان معرّضة للإصابة بمرض سرطان الثّدي خاصّة وأنّ عدد هام من النساء يتغافلن على الكشف المبكّر والكشف اليدوي الذّي يُفترض أن يقمن به منذ العشرينات ليتمّ الإهتمام بالأمر أكثر طبّيا من خلال الكشف الماموغرافي.

أمّا عن النساء التونسيات، فقد أشار الأستاذ المُبرّز في جراحة الأورام، بمعهد صالح عزيز للأمراض السرطانية بالعاصمة،حاتم بوزيان، إلى أنّ حالات الإصابة بسرطان الثّدي التي يقع التفطن المبكر اليها أي قبل ظهور العوارض لا تتجاوز 10 بالمئة من إجمالي الحالات الجديدة المسجلة سنويا في تونس، وتعدّ هذه النسبة ضئيلة.

وتابع في ذات السياق، خلال تصريحه لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أنّ تصوير الثدي بالأشعة وإن كان مكلفا، فإنّه يمكّن من التفطّن إلى الأورام قبل أن تكبر وتتطور وبالتالي يضمن شفاء المريضة بنسبة تفوق 90 بالمائة، مضيفا أنّ نسبة حالات الإصابة بسرطان الثدي المتطوّرة والخطيرة في تونس تبلغ 15 بالمائة مقابل 5 بالمائة فقط في البلدان المتطورة.

من جهتها قالت رئيسة “جمعية مرضى السرطان” روضة بن ميلاد زروق، في حوار أجرته مع “العربي الجديد”، قالت إنّ  “أكتوبر الوردي” مخصص للتوعية ضد سرطان الثدي، إذ تتكثّف فيه القوافل الصحية والحملات التوعوية، مشدّدة على أنّه لا يجب كره شهر أكتوبر،كونه يرتبط لدى البعض بسرطان الثدي، بل يجب اعتباره شهراً صحياً توعوياً.

كما صرّحت رئيسة الجمعية، بأنّها من بين النسائ الاّواتي تعرّضن لهذا المرض لكنّها لم تستسلم، بل أسست جمعية لمساندة المريضات، مؤكدة أنّ أفضل علاج هو تحدّي المرض والتشبث بالحياة، وأنّه رغم مرارة هذه التجربة، إلاّ أنّها قد تغيّر نظرتنا إلى الحياة، وتقوي عزيمتنا وتدفعنا الى رسم أهداف جديدة لمستقبلنا.

ولا يمكن الحديث عن “أكتوبر الوردي” في تونس، دون التفكير في وزير الصّحة المرحوم سليم شاكر، والذّي وافته المنية في السابع من أكتوبر سنة 2017، عن عمر يناهز الـ56 سنة، وذلك إثر نوبة قلبية تعرض لها بعد مشاركته في “مارطون نوران لمكافحة مرض سرطان الثدي” بمدينة نابل، وذلك ما جعل من وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن نزيهة العبيدي، خلال شهر أكتوبر من السنة الفارطة 2018، تعطي إشارة انطلاق”حملة سليم شاكر الوطنية للتقصي المبكر لسرطان الثدي”، تحت شعار “قد ما تفطن بيه بكري قد ما يكون شفاك أسهل”.

أمّا فيما يتعلّق بالشّريط الوردي الذّي يُعتمد كشعارا لهذا الشّهر ففكرته استوحيت من فكرة الشريط الأحمر الذي يرتبط بمرض الإيدز، وغالباً ما يرمز اللّون الوردي للمرضى النساء بسرطان الثدي، أمّا الأزرق فيرمز للرجال.

لمتابعة كلّ المستجدّات في مختلف المجالات في تونس
تابعوا الصفحة الرّسمية لتونس الرّقمية في اليوتيوب

تعليقات

الى الاعلى